تصور لنا العديد من الأفلام والمسلسلات والأعمال الدرامية المتنوعة بأن مريض الغيبوبة يسمع ويشعر بما يتم حوله من تحركات وأحاديث وما إلى ذلك، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل بشأن حقيقة الأمر، وطبيعته، و هل مريض الغيبوبة يسمع ويشعر بالفعل أم لا؟
الغيبوبة هي حالة تجعل من الإنسان منفصل تمامًا عن العالم الخارجي، وتجعله لا يستطيع الاستجابة أو التعبير مع من حوله، وبالطبع تتواجد العديد من المستويات الخاصة بالغيبوبة، وكلما كان الضرر اللاحق بالدماغ كبير، كلما كان خطر الغيبوبة أقوى، ومن هذا المنطلق نوضح عبر الفقرات التالية لموقع مخزن طبيعة الغيبوبة وأسبابها،والعديد من الأمور الخاصة بها، بجانب توضيح إجابة سؤال هل مريض الغيبوبة يسمع فيما يلي.
هل مريض الغيبوبة يسمع
تشبه الغيبوبة النوم العميق مع فارق وحيد هو انعدام الاتصال التام مع العالم الخارجي، وبالرغم من أن الأهل غالبًا ما يجلسون بالقرب من مريضهم يتحاكون معه، ويقصون عليه ما يدور في خلدهم، ليتشاركوا معهم ما يدور في حياتهم، إلا أن العديد من الأطباء يجيبون على سؤال هل مريض الغيبوبة يسمع بالنفي، وبكونه لا يسمع،كما وقد أشار الأطباء بأن مريض الغيوبة لا يمكنه أن يتحرك أيضًا، وهذا بسبب كون الاتصال بالعالم الخارجي يكون معدوم.
- بجانب الإجابة التي وضحنا خلال فقرتنا بشأن سؤال هل مريض الغيبوبة يسمع، يقول البعض الآخر بأن مريض الغيبوبة يكون في حالة مشابهة للنوم ويفقد الاتصال بالعالم الخارجي تمامًا، ولكن في بعض الحالات تستمر الدماغ بالعمل.
- فمن الممكن في هذه الحالات أن يسمع ما حوله من أصوات محيطة به، لهذا فيمكن القول بأن الأمر يعتمد شكل كبير على طبيعة عمل الدماغ ونشاطها، فباستجابة أدمغة الأشخاص المتواجدين في الغيبوبة إلى الأصوات من حولهم يبدأ الأطباء في الإلمام بطبيعة حالتهم، والمرحلة التي وصلوا إليها.
- كما يمكنهم الاستدلال بوجود أمل في استيقاظ المريض من هذه الغيبوبة أم لا، عن طريق الاستجابة لما يدور حولهم.
دراسة استجابات الدماغ للأصوات أثناء الغيبوبة
بجانب السؤال الخاص بموضوعنا هل مريض الغيبوبة يسمع، يتجه الكثيرين إلى التساؤل حول شعور مريض الغيبوبة بالآلام، وللإجابة على هذا السؤال نذكر فيما يلي في البداية دارسة قامت على مجموعة من الأشخاص، موضحة كيفية عمل الدماغ واستجابته للأصوات وما حوله وكيفية تأثير الأمر في شعور مريض الغيبوبة، والإلمام بإمكانية استيقاظه من الغيبوبة من عدمه.
- بالرغم مما سبق وذكرناه بشأن عدم استجابة مريض الغيبوبة إلى أصوات من حوله أثبتت بعض الدراسات الأخرى عن حدوث تطور في حالات بعض المرضى، وأنهم بدؤوا بالاستجابة بشكل أفضل بعد تشغيل بعض التسجيلات الصوتية الخاصة بأصوات أحبائهم.
- اشتملت هذه الدراسة حوالي خمسة عشر مريض في حالات غيبوبة، وحالات أدنى حد من الوعي، وتمت على مدار سبعين يومًا، وهذا بعد أن تمت إصابة الدماغ الرضخية للمرضى ودخولهم في الغيبوبة.
- قام الباحثون بتشغيل تسجيلات بأصوات أحباء المرضى، وبدؤوا بجعلهم يقصون بأصواتهم العديد من القصص الخالصة بالماضي والأحداث اليومية، والمواقفة التي تجمع بينهم ويعرفونها جيدًا لحوالي أربع مرات يوميًا، وتصل المدة في المرة الواحدة إلى عشر دقائق، واستمر الأمر لحوالي ستة أسابيع.
- أما الآخرين فتواجدوا في صمت تام لنفس المدة، وعند الفحص بالرنين المغناطيسي أظهرت أدمغة الأشخاص الذين استمعوا إلى أصوات أحبائهم، وتمت مناداتهم بأسمائهم بأصوات محببة إليهم نشاطًا عصبيًا متزايد.
- هذا ما تم إثباته أيضًا على لسان الطبيبة تيريزا لويز بندر بابي ، الباحثة الرئيسية في الدراسة ، لـ CBS News، حيث أشارت إلى التغيرات التي وجدها الباحثون والخاصة بمستوى الأكسجين في الدم بالمناطق الخاصة باستعادة الذاكرة الطويلة، وبمناطق الإلمام بالكلام واللغة في الدماغ، وهو الأمر الذي يثبت استخدامهم لهذه المناطق في الدماغ.
- كما تم القيام بمقابلة خاصة بواحد من الأشخاص الذين استيقظوا بعد هذه التجربة ويدعى جودفري كاتانوس، وهو الوحيد الذي استيقظ ممن قامت عليهم التجربة، وأشار إلى أنه كان يسمع صوت زوجته وإخوته وقال بأنه يتذكر الأمر،وأشار إلى أنه من المريح شعوره بأنهم كانوا معه وبجواره.
- لذا يعتبر البعض هذا الأمر واحد من الأمور الأساسية التي تساعد بشكل كبير في استعادة الوعي، والتخلص من الغيبوبة.
هل مريض الغيبوبة يشعر بالالم
قامت بعض الدراسات بالإشارة إلى أن مريض الغيبوبة الأكثر وعيًا من غيره يمكنه أن يتفاعل مع الألم بشكل كبير مثل الأصحاء، وهو الأمر الذي يبرر به بعض الباحثين في بلجيكا إعطاء المرضى في حالات الغيبوبة مسكنات الألم، وهذا ما يحدث بشكل كبير في حالة الحد الأدنى من الوعي أو ما يعرف بالرمز MCS في لغة الطب.
- في مجموعة كوما العالمية التابعة لمركز أبحاث سيكلوترون بجامعة لييج، أشار ستيفن لوريس وزملاؤه إلى العديد من الأدلة التي تشير إلى الحالة الخضرية المستمرة والتي يرمز إليها بالرمز PVS في الطب، وهي الحالة التي تجعل من المريض يشعر بالألم ويتفاعل معه في حالة الموت الدماغي.
- تم إثبات هذا الأمر أيضًا عن طريق القيام بدراسة خاصة على خمسة مرضى في حالة الحد الأدنى من الوعي، وحوالي خمسة عشر شخصًا من الأصحاء، بجانب خمسة عشر شخصًا في حالة غيوبة تامة، أي في حالة الموت الدماغي التام، وتم إطلاق لقب مصفوفة الألم على هذه التجربة.
- كانت النتيجة موضحة لأنماط الدماغ ونشطاها أثناء تلقي الصدمات الكهربائية، وتوافقت نتائج مرضى الـ MCS والأصحاء، وأشاروا بأن الألم الذين تلقوه كان قوي ومزعج للغاية.
- مما أثبت الأمر بشكل أكبر هو كيف أن الدم قد تدفق بشكل كبير إلى أجزاء من الدماغ يطلق عليها لقب مصفوفة الألم، وتتواجد في المهاد بجانب أجزاء مختلفة من القشرة، والتي تنشطت بمجرد شعور الجسم بالألم.
- لهذا يمكن القول بأن إجابة السؤال السابق حول شعور المريض بالألم، وسؤال هل مريض الغيبوبة يسمع غالبًا ما تكون الإيجاب في العديد من الحالات المختلفة وفقًا للحالة المرضية، ودرجة الغيبوبة.
درجات الغيبوبة
كما وضحنا سابقًا فإن الغيبوبة هي عبارة عن حالة مرضية تصيب الإنسان تجعله يفقد الاتصال التام بالعالم الخارجي بالرغم من كونه على قيد الحياة، ويصبح في حالة مشابهة للنوم، وهي مختلفة عن النوم العميق، فعند الوصول إلى حالة الغيبوبة، لا يمكن إيقاظ الشخص بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الألم، وغالبًا ما تحدث الغيبوبة نتيجة إلى تعرض الدماغ إلى الإصابة بسب العديد من العوامل، من ضمنها: ( الإصابة بالنزيف، فقدان الأكسجين، تراكم السموم)، ومن الممكن أن تكون الإصابة بالغيبوبة مؤقتة، ومن الممكن أن تكون دائمة، وتتمثل درجات وأنواع الغيوبة فيما يلي:
اعتلال الدماغ الأيضي اللسامتشمل هذه الحالة إصابة العديد من الأجهزة المتنوعة في الجسم، ومن الممكن أن تكون سبب في إصابة العديد من أعضاء الجسم بالفشل التام.يصاحب هذه الحالة خلل وظيفة كبير في الدماغ، وهي من الحالات التي تسبب الارتباك والهذيان.حالة الغيبوبة المستمرةفي هذه الحالة يدخل الفرد في حالة من اللاوعي الشديد، ويبدأ في فقد القدرة على التواصل أو الإدراك لكل ما حوله، ومن الممكن أن يتطور الأمر ويصبح الشخص في حالة من اليقظة لكن دون أي أنشطة دماغية.في هذه الحالة تكون الدورات الخاصة بالجسم من تنفس، ونشاط للدورة الدموية يقومون بشكل طبيعي.الغيبوبة التي تكون بفعل الطبيبفي هذه الحالة يلجأ الطبيب بإدخال المريض في حالة مؤقتة من فقدان الوعي، وهذا من أجل تقليل الخطر على الدماغ، وفي هذه الحالة يلقح الطبيب المريض بمقدار معين من الجرعة المخدرة، وهو ما يتسبب في عدم شعور الفرد أو الإحساس بأي شيء.في هذه الحالة يجب على الطبيب أن يراقب الطبيعة الحيوية للمريض بشكل دقيق، ويدخل المريض إلى العناية المركزة في المشفى.
المصدر:
- .
- .
- .