هل الخفاش من الطيور

هل الخفاش من الطيور

الحقيقة هي أنه لا يُمكن تصنيف الخفاش على أنه من الطيور بل صنّفه العلماء على أنه من فصيلة الثدييات وذلك لأن أنثى الخفاش تلد صغارها ولا تبيض، وتعتمد صغارها في غذائها على الرضاعة من ثدي الأم خلال الفترة الأولى من الولادة على خلاف صغار الطيور التي تعتمد في غذائها على ما تُحضره لها الأم من غذاء من الخارج مثل الحبوب وغيره، وذلك على خلاف لذا فالخفاش ليس من الطيور وإنما من الثدييات.

ويوجد من الخفافيش ما يزيد عن 400 نوع وفصيلة مختلفة حول العالم، مما يجعلها أكثر أنواع الثدييات تنوعاً بعد القوارض التي تأتي في الترتيب الأول، وتعيش الخفافيش في مختلف أنحاء القطبين المتجمدين، ويُعد الخفاش الحيوان الثدييّ الوحيد القادر على الطيران، مما يجعله فريداً عن غيره من الثدييات.

كيف يرى الخفاش

الخفافيش من المخلوقات المميزة ذات العادات الغريبة التي لا يكاد يُصدقها الإنسان مثل القدرة على البقاء مستيقظة طوال الليل، النوم رأساً على عقب مما يجعلنا نصفها بأنها خارقة للطبيعة، وهناك اعتقاد خاطئ بأن الخفافيش لا ترى بسبب طبيعتها الليلية وقدراتها السمعية الحادة، فالخفافيش عادةً لا تقوم بالصيد سوى ليلاً في ظروف إضاءة مظلمة للغاية، إلا أن الخفاش يرى وليس أعمى كما يعتقد البعض، فعيون الخفافيش ذات قدرة فائقة على التكيف مع ظروف الإضاءة المنخفضة لمساعدتها على الرؤية ليلاً لإيجاد الفرائس بسهولة، ويتم تعزيز القدرة على الصيد من خلال قدرات الخفافيش السمعية الفائقة.

وعلى عكس ما يعتقده البعض فإن الخفافيش ليست عمياء إنما في الحقيقة قد يكون بصرها أكثر حدة من غالبية البشر والحيوانات، بل يُمكنها الرؤية ليلاً بوضوح باستخدام أعينها، وذلك من خلال امتلاك الخفافيش آذان خارقة تمنحها أحد أشكال الرؤية الليلة في الظلام من خلال ما يُعرف بخاصية (تحديد الموقع بالصدى)، إلا أن هذه القدرة الخارقة لا تعني أن الخفافيش لا ترى، حيثُ تعتمد الخفافيش في صيّد فرائسها على خاصية تحديد الموقع بالصدى ومساعدتها في الظلام على إيجاد طعامها، وذلك من خلال استخدام أصداء الصوت التي تم إنتاجها ذاتياً مرتدةّ عن الأشياء لمساعدتها في التنقل، كما يُعد الخفاش بحد ذاته خبيراً حسيّاً وذلك حيثُ تساعدها آذانها الكبيرة في تحديد مواقع الأشياء واستخدام الموجات الصوتية المرتدة عن الأشياء.

تغذية الخفافيش

كما سبق التوضيح فإن الخفافيش من الثدييات التي تلد صغارها وتعتمد في غذائها على الرضاعة من ثدي الأم خلال الفترة الأولى من الولادة، وحينما تكبر الخفافيش قليلاً فإنها تعتمد في غذائها على الحشرات والديدان، ثم تصبح قادرةً على اصطياد فرائسها بنفسها ليلاً من خلال ما تصدره من موجات صوتية ترتد أصدائها من الحضرات، ثم تلتقط الخفافيش هذه الموجات من خلال الأنف والأذن لتتمكن من تحديد مكان وحجم وشكل الفريسة.

كما يوجد هناك بعض أنواع الخفافيش التي تتغذى على رحيق الأزهار، الفاكهة، اللحوم، والبعض الأخر يُفضل السحالي، الطيور، الأسماك، الضفادع وكافة الثدييات صغيرة الحجم، حيثُ ينقض الخفاش على فريسته من خلال الغشاء الجلدي الواصل بين ذيله وقدميه، وتتناول الخفافيش طعمها في خلال فترة تتراوح ما بين 0 ـ 60 دقيقة ويقوم بالتسريع في عملية هضمه للطعام حتى يتمكن من الطيران بسرعة وسهولة.

ويمتاز الطيران بامتلاكه أسنان مدببه، كما يوجد له جناحين شبيهين باليد في كل منهم أربعة أصابع طويلة وإبهام واحد، وتتكون كل يد للخفاش من غشاء جلدي مرن مما يتيح للخفافيش التنقل طيراناً بسهولة، والشيء الأكثر تمييزاً للخفافيش عن غيرها من الحيوانات هو طريقة نومها، حيث تنام الخفافيش مُعلقة أقدامها للأعلى ورأسها للأسفل رأساً على عقب، ويوجد البعض القليل منها الذي لا يفضل هذه الطريقة في النوم.

هل الخفافيش من الثدييات

نعم، تُعد الخفافيش من الثدييات وليس من الطيور وذلك لقيام الأنثى بولادة صغارها وكونها لا تبيض مثل الطيور، كما تعتمد الخفافيش عقب ولادتها في الغذاء على حليب الأم من الثدي على عكس الطيور، وتتم عملية التزاوج بين الخفافيش من خلال مغازلة الذكور لإناث الخفافيش بأكثر من طريقة من بينها الغناء، استعراض وفرد الأجنحة، فرد الشعر الموجود أعلى مقدمة رأس الخفاش الذكر، وبعد حدوث التزاوج بين الذكر والأنثى تقوم الإناث بتخزين الحيوانات المنوية للذكور داخل الجهاز التناسلي في داخلها وتقوم بتلقيح بويضاتها بها حينما يأتي فصل الربيع ويكون هناك وفرة في الغذاء.

وتختلف فترة حمل أنثى الخفاش وفقاً للبيئة التي تتواجد بها، حيثُ تتراوح فترة الحمل عادةً ما بين ثلاثة اشهر إلى عام، وتتم عملية الولادة من خلال تعليق الإناث لأقدامها بالأعلى ثم إمساك الصغار بجناحها حتى لا يسقط لأسفل، وفيما يتعلق بعدد المواليد التي تضعها أنثى الخفاش فهي تتراوح ما بين مولود واحد إلى أربعة مواليد، وبمجرد ولادة الخفافيش الصغار فإنها تكون صماء عمياء لا يُمكنها الشعور بأي شيء، وغالباً ما يتراوح وزنها ما بين سدس إلى ثلث وزن الأم.

أين تعيش الخفافيش

وفيما يتعلق بأماكن عيّش الخفافيش فهي يُمكنها العيش في أي بيئة عدا الأماكن القطبية والصحاري والجزر، ولكنها تُفضل العيّش في الأماكن القريبة من خط الاستواء نظراً لدفء الأجواء فيها، وتسكن الخفافيش الزراعات والجبال والغابات، حيثُ تُفضل العيش في الأشجار القديمة والمناجم والجسور حتى يُمكنها النوم بأمان بعيداً عن تقلبات الطقس والأجواء وحماية نفسها من الحيوانات المفترسة.

وفيما يتعلق بأماكن توزيع الخفافيش وفقاً لأنواعها فإنها تتواجد في المناطق المعتدلة بقارة أفريقيا، أوروبا، آسيا حيثُ تتواجد خفافيش حدوة وخفاش الليل، وفي المناطق المدارية وشبه المدارية تتواجد عائلة الخفافيش حرة الذيل وعائلة الخفافيش عمد الذيل، وفي المناطق المدارية بأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية تتواجد خفافيش الأنف الورقي الأمريكي.

هل الخفافيش من الحيوانات اللبونة

تُعد الحيوانات اللبونة هي تلك الحيوانات التي تعتمد في تغذية صغارها على حليب الثدي من الأم، لذا فالإجابة هي نعم يُعد الخفاش من الحيوانات اللبونة التي تعتمد في تغذية صغارها على حليب الأم.

أضرار الخفاش

وبالحديث عن أضرار الخفاش على الإنسان، فإنه نعم يُمثل الخفاش خطورة على حياة الإنسان وذلك لكونه موطن للكثير من الفيروسات التي تنتقل إلى البشر وتحصد أرواح الكثير منهم بالأمراض، ومن أهم هذه الفيروسات فيروس (سارس) أو ما يُعرف بـ (المتلازمة التنفسية الحادة وخيمة الأعراض)، والتي تتشابه مع أعرضاها بقدر كبير مع أعراض الإنفلوانزا العادية إلى أنها تكون أكثر حدة ويترافق معها آلام في الحلق، ارتفاع درجة حرارة الجسم، قشعريرة، وبعد مرور أسبوع واحد فقط من الإصابة بها يُمكن أن تتطور الأعراض المرضية إلى الالتهاب الرئوي الحاد الذي قد يؤدي بحياة الإنسان.

وحينما تم الكشف عن مرض السارس والكشف عن أسبابه فقد تم التوصل بالفعل إلى أن الخفافيش هي من نقلّت هذا الفيروس إلى الإنسان بعد أن حملته في أجسادها، ومن بين الأسباب التي تجعل الخفافيش من أكثر الحيوانات موطناً للعديد من الفيروسات هو كونها تعيش في مجموعات كبيرة يصل عددها إلى مليون خفاش يعيشون بشكل متلاصق مما ينقل الفيروسات على نطاق واسع.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً