تم تكليف وزير المالية بتشكيل الحكومة الجزائرية الجديدة. إنه شخصية تكنوقراطية لا تنتمي إلى أي تيارات سياسية أو أيديولوجية. وهنا نجيب بالتفصيل على سؤال “من هو أيمن بن عبد الرحمن؟”
من هو أيمن بن عبد الرحمن؟
لديه خبرة اقتصادية ومالية ستكون حاسمة في مواجهة التحديات الداخلية ، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع الحراك لمواجهة الأزمة الاقتصادية ومواجهة التهديدات الأمنية.
– تعيين أيمن بن عبد الرحمن رئيساً لمجلس الوزراء
أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، في 30 يونيو 2021 ، مرسوما بتعيين أيمن بن عبد الرحمن رئيسا للوزراء خلفا لجراد ، الذي قدم استقالته في 24 يونيو ، إثر إعلان النتائج النهائية للانتخابات النيابية الأخيرة. تم تكليف عبد الرحمن باستشارة الأحزاب السياسية الفائزة لتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن. عُيّن عبد الرحمن رئيساً للوزراء ، وفق أحكام الفقرتين الخامسة والسابعة من المادة 91 من الدستور الجزائري ، التي تمنح الرئيس الجزائري سلطة تكليف شخص بتشكيل حكومة وطنية لتسيير شؤون البلاد.
التجربة الاقتصادية لرئيس الوزراء الجديد
النواب
عين الرئيس تبون أيمن بن عبد الرحمن رئيسا لمجلس الوزراء لعدد من الاعتبارات التي يمكن توضيحها على النحو التالي:
يُعرف أيضًا باسم رجل الإصلاحات المالية ، حيث أنه خلال فترة عمله وزيراً للمالية ، قام بصياغة عدد من القوانين التي تستهدف الإصلاح الاقتصادي. كما عرض نمط الصيرفة الإسلامية المتوافق مع برنامج الإصلاح الذي يسعى تبون إلى تنفيذه على الصعيد الاقتصادي.
ما هي التحديات المتوقعة التي ستواجهها حكومته؟
تتوقع الحكومة الجديدة برئاسة عبد الرحمن عدة تحديات داخلية يمكن استخلاصها على النحو التالي:
1- رفض حركة مجتمع السلام المشاركة:
وعرض الرئيس على حركة مجتمع السلم المشاركة في الحكومة الجديدة. لكنها رفضت المشاركة أو ترشيح مرشحيها لتولي الحقائب الوزارية الخمس (غير المحددة) التي عُرضت عليها. ويعود الرفض إلى عرض حقائب وزارية هامشية على حركة مجتمع السلم ، وهو ما أكده زعيمها عبد الرزاق مقري. وأكد رفضه المشاركة دون شراكة جوهرية في الحكم.
2- التعامل مع الحركة:
تتوقع الحكومة الجديدة تحدياً خاصاً في التعامل مع قوى الحراك ، حيث توترت علاقاتهم مع رئيس الدولة خلال الفترة الأخيرة ، خاصة وأن الحراك امتنع عن المشاركة في الانتخابات ، وطالبوا بمقاطعتها. . علاوة على ذلك ، انخفضت نسبة التصويت إلى حوالي 23٪. كما أعربت حركة الحراك عن رفضها لعودة جبهة التحرير الوطني الموالية للرئيس السابق بوتفليقة ، لقيادة المشهد السياسي في المقام الأول في الانتخابات النيابية الأخيرة. وبالتالي ، فإن التعامل مع الحراك سيكون أولوية خاصة على أجندة الحكومة الجديدة.
3- الأزمة الاقتصادية المتفاقمة:
تشهد الدولة اضطرابات اقتصادية حادة تصاعدت خلال العامين الماضيين بسبب تداعيات وباء كوفيد -19 الذي تسبب في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.5٪ خلال عام 2020 ، بالإضافة إلى صعوبات اقتصادية أخرى منها:
هبوط أسعار النفط العالمية:
يعتمد الاقتصاد الجزائري على عائدات تصدير النفط ، والتي تمثل حوالي 60٪ من ميزانية البلاد. و 94٪ من إجمالي عائدات الصادرات. وبلغت هذه الإيرادات خلال عام 2020 نحو 24 مليار دولار. أدى ذلك إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد. لكن من المتوقع أن تتغير هذه الظروف السلبية بسرعة ، حيث من المتوقع أن يصل سعر البرميل إلى حوالي 100 دولار بحلول عام 2022 ، بالإضافة إلى عودة صادرات الغاز الطبيعي إلى إسبانيا. وشهدت الدولة تحسنا حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي نحو 4.2٪ خلال الربع الأول من العام الجاري.
النقص في الاحتياطي النقدي:
ولجأت الحكومة إلى الانسحاب من احتياطيات النقد الأجنبي مما أدى إلى انخفاضها بشكل كبير. وانخفض احتياطي النقد الأجنبي من 60 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2020 إلى حوالي 44.2 مليار دولار في عام 2020 ، وبلغ نحو 42 مليار دولار خلال عام 2021. كما ارتفع معدل التضخم وانخفضت القوة الشرائية للمواطنين. بالإضافة إلى انخفاض سعر الصرف. سعر العملة الوطنية (134 ديناراً في البنك المركزي و 180 ديناراً في السوق السوداء).
معدلات بطالة عالية:
الجزائر
ومن المتوقع أن ترتفع نسبة البطالة من حوالي 11.5٪ في مارس 2021 إلى حوالي 17-20٪ بنهاية العام الجاري. حيث فقد 500000 شخص وظائفهم بسبب COVID-19. في غضون ذلك ، انخفض الحد الأدنى للأجور للعاملين في المؤسسات الحكومية (حوالي 20 ألف دينار أو 125 يورو). وهو ما لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية. ولعل التصريحات الأولى التي أدلى بها رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن بعد توليه مهامه تتعلق بالتزامه بتنفيذ برنامج الرئيس تبون الانتخابي. خاصة فيما يتعلق بتحقيق التنمية الاقتصادية ، وتقليص الواردات بشكل كبير وتقليص ميزانية إدارة الدولة.
4- يحتوي على COVID-19:
تشهد البلاد مؤخرًا ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الحالات المصابة بـ COVID-19. ووصل إلى نحو 140 ألف حالة في يونيو الماضي. رغم اقتناء اللقاح وإطلاق حملات لتطعيم المواطنين. ومع ذلك ، لا يبدو هذا كافياً حتى الآن ، في ظل التدهور الواضح في قطاعي الصحة والطب. وبالتالي ، من المتوقع أن يعطي عبد الرحمن أولوية قصوى لمعالجة الأوضاع الصحية المتدهورة خلال الفترة المقبلة.
5- مكافحة الإرهاب والتحديات الانفصالية:
تشكل مواجهة الإرهاب والحركات الانفصالية تحديًا أمنيًا كبيرًا للحكومة الجديدة. خاصة بعد أن صنفت السلطات حركة الرشاد وحركة تقرير مصير العشائر كمنظمات إرهابية. واتهمت الحكومة الحركتين بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية وسط المسيرات الأسبوعية للحركة.
أخيرًا ، يمكن إثبات أنه من المتوقع تشكيل الحكومة الجديدة بأغلبية رئاسية موالية لسياسات وتوجهات الرئيس تبون. على رأس أولوياتها تحسين الوضع الاقتصادي والتعامل مع الحركة ، وكذلك الحركات الإرهابية والانفصالية. لذلك ، ستكون هذه الحكومة الجديدة قادرة على التعامل مع هذه القيود والتحديات المحدودة.
المصدر 1 المصدر 2 المصدر 3