بحث عن شعراء العصر الجاهلي

العصر الجاهلي من أزهى العصور الشعرية؛ لذا تُقدم الالميدان نيوز شعراء العصر الجاهلي ؛ فالعرب بطبيعتهم كانوا أمةً أمية لا يُجيدون القراءة والكتابة، وقد رزقهم الله عز وجل ذاكرةً قويةً يحفظون فيها ما شاءوا من الشعر، فالعرب كانوا يتكلمون باللغة العربية الفُصحى كما نحن نتكلم بالعامية الآن في حياتنا اليومية، وكان العرب أفصح الناس لسانًا، وأفضلهم بينًا؛ حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول:” أنا أفصح العرب بيد أني من قريشٍ”ن فالنبي المُصطفى كان يفخر بفصاحته، وأنه أفصح العرب، وكان يفتخر أيضًا بأنه من قريشٍ؛ لأن قريش كانت سيدة القبائل في هذا الزمان، فهيا معًا نتعرف على شعراء العصر الجاهلي، وأهم ما امتاز به شعرهم.

شعراء العصر الجاهلي

القرآن الكريم والشعر الجاهلي

يُعد الشعر الجاهي هو أفضل شعر من حيث المعاني، والألفاظ، والتراكيب، والجودة على مر العصور والأزمان، وذلك لأن من قال هذا الشعر الجاهي كانوا قومًا فصحاء لم يأت من بعدهم ما يكون فصاحته كفصاحتهم؛ فلذا ارتقى الشعر الجاهلي عن غيره، كما أن قوة الشعر الجاهلي وأفضليته له علاقة بالقرآن الكريم، وذلك من خلال أن الله عز وجل قد أرسل كل نبيٍّ بمعجزة من جنس ما برع فيها قومه.

فسيدنا موسى عليه السلام قد أرسل الله عز وجل في قوم كان حرفتهم السحر؛ فكان معظم هؤلاء القوم شغلهم الشاغل هو عمل السحر؛ فأيد الله عز وجل لموسى عليه السلام بمعجزة السحر، وقوم سيدنا عيسى عليه السلام كانت حرفتهم الطب؛ فأيد الله عيسى عليه السلام بأن جعل يُحيي الموتى بإذن الله، ويُبرئ الأكمه والأبرص، وأرسل الله عز وجل سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في قومٍ حرفتهم الفصاحة والبيان، فكان لا بد من تأييد الله عز وجل لنبيه بمعجزةٍ من جنس ما برع فيه قومه.

فأنزل الله عز وجل على رسوله المختار القرآن الكريم، وتحدى الله تعالى أهل الفصاحة والبيان من العرب أن يأتوا بمثل هذا القرآن، ولو تدبرت في أي كتاب تقرؤه ستجد أن الكاتب قد كتب في مقدمة كتابه: أعتذر عن أي خطئٍ قد صدر مني في أثناء هذا الكتاب، وما كان من خطئٍ فمني ومن الشيطان، أما القرآن الكريم جاء في أوله ( ذلك الكتاب لا ريب فيه..): أي أن هذا الكتاب الذي بين أيديكم لا شك فيه،؛لأنه كلام رب البشر أجمعين.

وتحداهم الله عز وجل أن يأتوا بمثله؛ فعجزوا، وتحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله؛ فعجزوا، وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله؛ فعجزوا، فقال الله عز وجل (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيرا)، فهذا تحدٍّ واضح من الله لأهل العرب الذين هم أهل الفصاحة والبيان، وإذا عجز أرباب الفصاحة والبيان عن الإتيان بمثل هذا القرآن، هل يستطيع من بعدهم أن يأتوا به؟ لا لن يستطيعوا فعل ذلك.

وقد تحدث الكثير من النقاد مثل طه حسين على قضية ضعف الشعر الجاهلين وقد أخذ هذه الآراء من المستشرق مرجليوث، وقد دافع الكثير من النقاد الأدبيين عن الشعر الجاهلي، ورفضوا تلك الأفكار المنحرفة؛ لأن هذه الأفكار تحمل في طيها أفكارًا خبيثة أخرى، فلو قلنا بأن الشعر الجاهلي ضعيفٌ، فإن القرآن معجز لا لبلاغته ولا لفصاحته، وإنما معجزٌ؛ لأنه تحدى شيئًا ضعيفًا، وهذا الأمر لا يخفى فساده، ولا يخفى سوء عاقبة من يقول به أيضًا، وقد خالف الشيخ محمود شاكر -طيب الله ثراه- حينما كان يُدرس له طه حسين في جامعة القاهرة هذه الآراء، ويُقال: إن طه حسين قد رجع عن تلك الآراء في أواخر حياته، وتاب إليه من هذه الأفكار التي تهدم العقيدة الإسلامية.

شعراء العصر الجاهلي

وقد كان للعرب أسواقًا أدبية، يعرض فيها كل شاعر أعماله التي قام بها، وكانت هذه الأعمال صورةً واضحةً لحياة هؤلاء الشعراء، ولمآثرهم، وكانت الحرب بالألسن أقوى من الحرب بالسيف في كثير من الأحيان، واختاروا من يُقيم هذه الأعمال؛ فكان النابغة الذبياني هو المُحكّم لهذه الأعمال، يُجيز من يراه مناسبًا، ويرفض ما لا يراه مناسبًا، وقد سموا هذا السوق بسوق عكاظ، وكان يأتي إليه الشعراء والأدباء من كل جانبٍ.

وقد قسم محمد بن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء الشعراء الجاهليين إلى طبقات، جعلهم عشرة طبقات كل طبقة من هذه الطبقات فيها أربع من الشعراء، وقد قسم هذا التقسيم بناءً عن معايير وضعها هو من حيث الجودة، والرداءة، وغيرهما.

وكان من أشهر الشعراء الجاهليين: امرؤ القيس، وعنترة بن شداد، وطرفة بن العبد، والخنساء، والنابغة الذبياني، وكانت هناك ما يُسمى بالمعلقات السبع في العصر الجاهلي، وكانت من أفضل العمال التي كُتِبت في العصر الجاهلي، وسُمِّيت المعلقات بالمعلقات؛ لأنها كانت تُعلق على أستار الكعبة؛ وذلك لنفاستها وجودتها، وكانوا ما يقرب من عشر معلقاتٍ.

وقد قال نقاد الأدب: إن أفضل الشعر أكذبه، فقد جعل النقاد أفضلية الشعر في كونه غير موافقٍ للحقيقة، وذلك لأن أغلب الشعراء كانوا يقولون الشعر من أجل التقرب من الخليفة، أو لأجل كسب المال، فمن لم يكونوا يمدحون الرجل بما فيه، وإنما كانوا يصفونه بأوصافٍ ليست فيه؛ حتى يتقربوا منه، وكان منهم من يقول الشعر صدقًا، ولا يمدح الرجل بما هو فيه، ومن ذلك زهير بن أبي سُلمى، فقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُحب شعره، ولما سُئل عن السبب قال: كان يمدح الرجل بما هو فيه، وكان لا يصف الرجل إلا بالصفات التي توجد فيه.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً