الغزل نوع من ألوان الشعر؛ لذا تقدم الالميدان نيوز شعر جاهلي غزل ؛ فالغزل كان من أكثر ألوان الشعر شهرة في العصر الجاهلي، وكان العرب رغم جاهليتهم إلى أنهم كانوا رجالًا يعرفون العفة، والأخلاق الكريم، ولكن بعض الشعراء في الجاهلية كانوا يعيشون حياة الترف والنعيم؛ فلذا معظم حياتهم كانوا يفنونها في مجالس اللهو، واللعب، ومخالطة النساء؛ فلذا ظهر شعر المجون، والغزل الفاحش، وغيرها من الألوان الأدبية التي لا ترتضيها النفوس الأبية، وكان على رأس هؤلاء الشعراء امرؤ القيس، أما عنترة فكان مثالًا يُحتذى به في الشعر الغزلي العفيف الذي يُزيّنه العفة، والأخلاق الكريمة؛ حتى إن الشعراء حينما يريدون التغزل بمحبوباتهم؛ لا يذكرون أسماءهن، وهذا إن دل فإنه يدل على حمايتهم وحفظهم للأعراض؛ فهيا معًا نتعرف على أشهر شعراء الغزل في العصر الجاهلي
شعر جاهلي غزل
قول عنترة: بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ إذا أتاني بريحهِ العطِرِ
ألذُ عندي مما حوتهُ يدي من اللآلي والمال والبدَر
يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي ترمي فؤادي بأسهم الشّرر
قول امرؤ القيس:
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
قول طرفة بن العبد:
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
قول زهير بن أبي سُلمى:
صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ
وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانياً على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ، وما يحلُو
أشهر شعراء الغزل في العصر الجاهلي
عنترة بن شداد ودفاعه عن قبيلته
وعلى رأس شعراء الغزل في العصر الجاهلي، كان عنترة بن شداد العبسي، فقصة حب عنترة وعبلة من أروع قصص الحب التي شهدها الأدب العربي، وكذلك من أصدق قصص الحب التي عرفها التاريخ، وذلك لما فيها من التضحيات التي قدمها كل من عنترة وعبلة من أجل إتمام قصة الحب بالزواج، فقد كان عنترة ولد شداد العبسي، وقد كان شداد هو سيد قبيلة بني عبس، ولكنه تزوج بامرأة كان يمتلكها، وكانت من العبيد؛ فأنجب منها عنترة، وكان الناس يُعاملونه على أنه عبد مع أن والده هو سيد القبيلة،ولكن لأن أمه لم تكن حرة، وكان عنترة أشجع الرجال في قبيلة بني عبس، بل أشجع العرب كلهم، وكان يُدافع عن قبيلته بكل ما أوتي من قوة، وأحب عبلة حبًّا شديدًا، وبادلته عبلة نفس هذا الحب.
حبه لعبلة
وحينما أراد أن يتقدم للزواج من عبلة، رفض أبوها مالك زواجها منهن وقال كيف نُزوج بنات السادة للعبيد؛ فغضب عنترة غضبًا شديدًا، وأقسم ألا يجلس في هذه القبيلة التي تقول بأنه عبد، مع أنه هو الذي يحميها من غارة تأتي عليها من غارات الأعداء، ولكن في يوم من الأيام كان نساء قبيلته سائرون في جولة.
فأغار عليهم بعض الرجال، وكان من بينهن عبلة؛ فلما استنجدت عبلة بعنترة؛ هرول عنترة مُسرعًا؛ حتى يُنجيها هي وصاحبتها من هذه الإغارة، وعلمت القبيلة بما فعل عنترة، وحيته على ذلكن ولكن مالك رفض زواجه مرة أخرى من ابنته، وتقدم لخطبة عبلة رجل من بني زياد، ولكن عبلة رفضت الزواج من هذا الرجل، وقالت لن أتزوج سوى عنترة.
فأراد مالك أن يخرج من هذا المأزق التي أدخلته فيه ابنته مع بني زياد، واشترط مالك أن من يتزوج من ابنته، لا بد وان يُقدم لها مائة ناقة من النوق الحمر، والنوق الحمر من المعلوم أنها غير متوفرة إلا في أماكن معينة، وكذلك معلوم أن سعرها مرتفع جدا؛ فأقسم عنترة أنه لن يرجع إلى بني عبس مرة أخرى إلا إذا أحضر المائة ناقة من النوق الحمر لعمه؛ حتى يتزوج من عبلة، لأن الحياة عنده في وجود عبلة، أما إذا فقد عبلة؛ فلا حياة له، وذهب عنترة بن شداد إلى الأرض التي تتواجد فيها النوق الحمر.
وأراد أن يقتل الحراس، ويأخذ النوق، ولكن الكثرة دومًا تغلب الشجاعة، فقبض الحراس على عنترة وقيدوه وذهبوا به إلى الملك الذي يملك هذه النوق، فقال له الملك: أُتغير على جيش بأكمله؛ حتى تأخذ النوق الحمر؛ ألا تعقل؟، فقال له: إن عمي مالك قد طلب مائة ناقة لمن يُريد أن يتزوج ابنته، والموت أهون علي من أن أراها تتزوج بغيره.
فأحبه الملك وقربه إليه، وخاض عنترة معه الكثير من الحروب، وأعطاه الملك المائة ناقة من النوق الحمر؛ حتى يرجع لأهله، ويتزوج بابنة عمه، ولكنه رجع في الوقت غير المناسب؛ فقد كان حفل زفاف ابنة عمه على عمار الزيادي في اليوم الذي رجع فيه، وسألهم: هل وافقت عبلة على هذا الزواج: قالوا: نعم، فقال لهم: وزعوا هذه النوق على أهل عبس، وأقسم ألا يسكن أرض قبيلة بني عبس، وغادر، وكانت بني زياد يُدبرون لبني عبس مكيدة؛ حتى يوقعوا بهم، وبالفعل سجنوهم، وأخذوا نسائهم جاريات عندهم، ولكن عنترة أنقذ قبيلته منهم، واعترف قبيلته بأنه سيد، وليس عبدًا، واعترف شداد بأنه ابنه، وتزوج عنترة من ابنة عمه.