لماذا سويسرا ليس لديها جيش؟ تُعرف سويسرا بأنها إحدى دول قارة أوروبا. إنها جمهورية اتحادية غير ساحلية وليس لديها أي ميناء بحري. وهي مقسمة إدارياً إلى 26 كانتوناً. تعتبر من أغنى دول العالم. وهي معروفة بحيادها واستقرارها السياسي. وكيفية الالتزام بالحياد كل هذا الوقت.
لماذا سويسرا ليس لديها جيش؟
منذ زمن بعيد جدا لم تدخل سويسرا في أي حرب ولم تكن منتمية لأي من الأطراف ، لذلك فإن القوة العسكرية في سويسرا تدافع عن الأمن الداخلي للبلاد فقط ، والجدير بالذكر أن سويسرا لديها جيش يعرف باسم القوات المسلحة السويسرية ، لكنها ليست كبيرة ، حيث يبلغ عدد أفرادها 147.075 جنديًا. سويسرا ليس لديها أي قوات بحرية لأنها لا تطل على أي بحر. على الرغم من ذلك ، لا يوجد بلد في العالم يجرؤ على غزو سويسرا ، حتى هتلر نفسه لم يأمر باحتلالها ، وتعتبر سويسرا من الدول التي ليس لها عاصمة أو رئيس ، لكن الدولة يحكمها مجلس من سبعة اشخاص.[1]
ما هي اللغة الرسمية في سويسرا؟
لماذا تعتبر سويسرا دولة محايدة؟
تبنت سويسرا نهج الحياد منذ مئات السنين. تم تشكيلها في عام 1291 م من خلال تحالف الكانتونات ضد عائلة هابسبورغ. كان هذا التحالف معروفًا باسم الاتحاد السويسري. جدير بالذكر أن الكانتونات هي مجموعة دول مستقلة حافظت على وحدتها بالدفاع عن الحريات. كانت سويسرا دولة قوية دخلت الحروب مثل البلدان الأخرى. في عام 1515 ، خاضت حربًا مع فرنسا أودت بحياة الآلاف. كانت تعرف باسم معركة مارينيانو. شكلت هذه المعركة نقطة تحول في تاريخ الدولة السويسرية ، التي التزمت بالحياد واتخذت موقف الدولة التي تدافع عن نفسها فقط.
عواقب معركة مارينيانو
وتجدر الإشارة إلى أن سويسرا كانت بعيدة عن الحياد خلال العصور الوسطى ، حيث شارك أكثر من مليون مرتزق سويسري في عدة حروب على مر العصور. تقدم السويسريون خلال معركة مارينيانو إلى المواقع التي تواجد فيها الفرنسيون عبر المستنقعات الفاصلة بين الجيشين ، لكنهم انسحبوا في منتصف الليل ، ليبدأ القتال في اليوم التالي لأكثر من ثماني ساعات متواصلة ، كان خلالها الفرنسيون. القوات أجبرت السويسريين على التراجع وألحقت بهم هزيمة كبيرة. أدركت سويسرا حينها أن أفضل حل لحماية أرضها وجنودها هو السلام والحياد.
ما هي أكبر مدينة في سويسرا من حيث عدد السكان؟
حياد سويسرا في القانون الدولي
فيما يلي بعض النقاط التي أدت إلى الاعتراف بسويسرا كدولة محايدة وفقًا للقانون الدولي ، مع الإشارة إلى بعض التطورات في البلاد:
- وصفت سويسرا نفسها كدولة محايدة بشكل صريح في عام 1647 م ، قبل أن يتم الاعتراف بها كدولة محايدة بموجب القانون الدولي في مؤتمر فيينا عام 1815 م.
- طورت بنيتها السياسية باعتماد دستور عام 1848 م ، حيث ضمن دستورها المبادئ الليبرالية وساهم في الفصل بين السلطات ، بالإضافة إلى اعتماد النظام البرلماني المكون من مجلسين في البلاد.
- عانت سويسرا من صراع داخلي قبل عام 1848 م ، ولكن مع بداية القرن التاسع عشر بدأت تنعم بالهدوء والسلام.
- تم تشكيل الاتحاد السويسري من خلال دمج أكثر من 3000 بلدية تقع في 26 كانتونات ، 6 منها يشار إليها على أنها ديكانتونات ، ثم دمج جميع الكانتونات الناطقة بالإيطالية والفرنسية ، وكذلك المناطق الريفية ، من نهاية القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر.
تنوع الشعب السويسري
تتميز سويسرا بتنوع شعبها من أصول إيطالية وألمانية وفرنسية ، وتعتبر هذه الميزة من أكثر السمات المميزة للدولة. تجدر الإشارة إلى أن سويسرا اعتمدت في عام 1996 اللغة الرومانية كلغة رسمية للبلاد على الرغم من اعتراف الدستور باللغات الإيطالية والألمانية والفرنسية ، وتتحدث نسبة كبيرة من السويسريين اللغة الألمانية (3/5 من السكان) ، في بالإضافة إلى الفرنسية التي يتحدث بها خُمس السكان.
سكان سويسرا
لماذا سويسرا غنية؟
تُصنف سويسرا ضمن أغنى دول العالم ، حيث يبلغ دخل الفرد فيها مرتفعًا جدًا ، نظرًا لتنوع الأنشطة الاقتصادية في البلاد ، حيث يعتمد 4٪ من المواطنين على الزراعة ، مما جعلها من الدول الغنية المنتجة. نصف احتياجاتها الزراعية. تشتهر سويسرا أيضًا بصناعة الألبان. وهي تصدرها للخارج بكميات كبيرة للغاية ، ورغم امتلاكها للثروة المعدنية إلا أنها تولد الكهرباء من الشلالات ، إضافة إلى تميزها في الصناعات الكيماوية ، وصناعة الأدوات الكهربائية والطبية ، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة.
في ختام هذا المقال ، سنعرف سبب عدم امتلاك سويسرا جيشًا قويًا ، كما تعلمنا عن تاريخ سويسرا الخالي من الحروب ، وأسباب التزامها بالحياد لمئات السنين.